الجمعة، 20 فبراير 2009

الظل الممدود شعر : محمد خيري الإمام


الظل الممدود

شعر : محمد خيري الإمام

" ربما تبقى ذكرى رجل أهم من حياة رجال

إلى مريم و حبيبة

سوف تكفيكما ذكراه "

إلى روح صديقي الدكتور شريف صقر


واقف أنت في الظل

تهرب من بؤرة الضوء

لا ترتقي فوق ظهر سواك

لا تحب الضجيج

ولكن إذا تتكلم . .

تخرج بعض لآلئ روحك

تعصر قلبك حتى النزيف

ويسطع من نور وجهك بعض سناك

لا أكاد أراك وأنت المقيم جواري إلى مقعد الدرس

ترتاد مائدة الأدب المستديرة

صمتك أبلغ قيلا

فلا تقتفي أثر الكلمات

وترنو إلى سلم الحلم لامعة مقلتاك

سنوات الصبا شهدت قصتينا

جلسنا سويا إلى غرفة الأدب الجامعي

فكم كوب شاي قسمناه

كم غرفة قد نزلنا

وكم خطوة قد مشينا معا

ها أنا الآن أمشي وحيدا

وها قد ذهبت إلى مبتغاك

ما الذي كان يغريك أن تسرع الخطوات ؟

لماذا طموحك كان يطال السحاب ؟

أكنت تحس بأن القطار سريعا سيمرق ؟

أم كنت تسمع هذا النداء الخفي

فرحت تلبي نداك ؟

هدئ الخطو يا صاحبي!

واملأ الجو ضحكا

لماذا أرى ضحكاتك مكبوتة ؟

لكأني بك اليوم تمسح أحزانك البشرية

تسمو على مفردات البكاء

وتصعد نحو السما بجناحي ملاك

لم أزل ضيق الخطوات

وها قد وصلت صديقي إلى مبتداك

هناك تعليقان (2):

TamerRezk يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
TamerRezk يقول...


لا أعلم ما أقول ، هل أرثي حالي على ما فقدته ، أم أرثي حالك يا د/رحاب على فقدانك الزوج والأب والصديق.


لكني أرثي حال الجميع ، أرثي حالنا لأننا فقدنا الكثير فقدنا إنساناً يغمرنا بأدبه الجم يبهرنا برجاحة عقله وموضوعيته ، يمتعنا ببلاغة قوله وحرفية قلمه ، أسعدني حظي بمعرفته وساءني انقطاعي عنه ، شرفت بمحادثته لي قبل وفاته ببعض الأيام التي تعد وهي المرة الأولى التي يحادثني فيه ، ويعلم ربي كم السعادة التي غمرتني بهذه المحادثة التي لم تزد عن بضع دقائق لكنها ظلت تؤلمني بشدة لأنها كانت آخر لحظات أستمع فيها لصوته وارى وجهه البشوش في كلماته العذبة الجميلة .

فرحم الله أخي وصديقي الدكتور شريف رحمة واسعه ورفع الله قدره وأنزله منزل الصديقين والشهداء ومرة أخرى أدعو الله لك يا د/رحاب وأقول أعظم الله أجرك وغفر لميتك ورقك الصبر والسلوان.

سلم لى عليه